عادت أجواء التدخلات الأمنية العنيفة و الإستنفار الأقصى للقوات العمومية بمختلف شعبها و رتبها للواجة بالحسيمة من جديد ، بعد أن كان آخر فصولها خلال أحداث مارس 2012 بأيث بوعياش ،
و بعد أن عرفت المنطقة حراكا إحتجاجيا سلميا إنطلق منذ أزيد من شهرين ، عقب حادثة مقتل محسن فكري مطحونا في شاحنة القمامة شهر أكتوبر الماضي ، و هو الحراك الذي تعاملت معه السلطات طيلة الفنرة الماضية بمنطق الحذر و عدم التعرض له ، قبل أن تقرر ليلة اليوم الأربعاء/الخميس تغيير “قفاز الحرير” الذي إستعلمته في البداية بالهراوات و شاحنة خراطيم المياه لكسر شوكة المحتجين و تفريق شملهم .
خطوة التدخل اليوم و إستعمال القوات جاء بعد أن قرر مجموعة من شباب الحراك تنظيم وقفة بالساحة الكبرى ، جاءت عفوية لرفض ما إعتبروه “عسكرة الساحة” بحجة تنظيم معرض للصناعى التقليدية ، و هي الوقفة التي كان النشطاء يهددون بتحويلها لإعتصام مفتوح ،
و لأن السلطات لم تستجب و لم تسحب معدات تنظيم معرض الصناعة التقليدية المفترض ، ظل المحتجون في الساحة يرددون الشعارات ، بل قام بعضهم بإستقدام خيام تهميدا للدخول فعليا في الإعتصام ، و هو الأمر الذي كان ربما كان ذريعة لشرعنة التدخل العنيف للقوات العمومية و فض التجمهر/الإعتصام .
التدخل خلف ، حسب الإفادات التي وصلتنا من عين المكان ، العديد من المصابين ، الذين تم نقلهم للمستشفى اللإقليمي ، كما تفيد بعض التصريحات -غير رسمية- أنه قد تم إعتقال بعض النشطاء و المجتجين ، بعد أن تمت مطاردتهم في الشوارع و الأزقة المحاذية للساحة .
و في نفس السياق ، خرج العشرات بكل من إمزورن و بوكيدان ، مباشرة بعد علمهم بخبر التدخل العنيف بالحسيمة ، لتنظيم وقفات إحتجاجية تنديدا بما حصل ، محملين السلطات مسؤولية ما سيحدث .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق