ثالث مقال يتم حظره مشكورين على هذه الحرب الإعلامية الدنيئة التي لن يفوز فيها منار السليمي ولا مامون الدريبي ولا جموع المشاورية وعبيدات المخزن بل ستنتصر كلمة الحق. بعنوان: "هل قالوا لمحمد السادس هي جولة أسبوع ونشرب الشاي في الحسيمة"
كلما جالست نشطاء ومناضلي الجيل القديم - وآخره بالعيون - واستمعت إلى سنوات الجمر والرصاص والاختطاف والاغتيال والاغتصاب والتعذيب.. يكون جوابي: لا تحاسبوا محمد السادس عما فعل الحسن الثاني "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون." أول قرار كان له طرْد البصري وأزلامه وقد قال في أربعينية اختطاف بنبركة أن لا عقدة له اتجاه هذه الملفات فلا يد له فيها. وأجد الرؤوس الأشاوس أمامي تُهادن وتوافق على منطق القول. وأذكرهم بالإنصاف والمصالحة أجد قلوبا من الريف إلى الجنوب كانت تواقة إلى المصالحة إذا بالملكية حولت أولوياتها من الإنصاف وتقوية الجبهات الداخلية بإشراك الجميع في تدبير الشأن العام.. إلى الرأسمالية وكسب أكبر عدد من الشركاء الخارجيين في الاستثمار تاركة الملعب السياسي للوسطاء المرتزقة قاذفة السياسة أحزابها ونقاباتها وحقوقييها للأجهزة الأمنية المخابراتية حتى تحول الإنصاف إلى اختراق وتدجين وتوجيه وتأطير.. وفقد الشعب الثقة في كل وساطة آخره بنكيران الذي أنهى مهمته في حماية الملكية من مطالب الشارع (..) وحين تزول الوساطة يصعب الاعتراف بالمسؤول عما تؤول إليه الأوضاع.. فعلى قدر ما كان المغاربة يعلمون أن الحسن الثاني هو صاحب سياسة العصا والجزرة فكانت خدمة النظام خدمته ومعارضة النظام معارضته شخصيا، على قدر ما يعجز الكل اليوم عن الإجابة على سؤال: من يقرر؟ فلا يعقل أن هذا الملك المسالم الديبلوماسي هو صاحب هذه القرارات الفظيعة .. ولا يعقل أنه لا يعلم.
..
احتجاجات الريف بسيطة للغاية، حتى بتلك الرايات التي عقدت الرؤوس المعقدة، وفكرة الانفصال غير واردة واقعيا ولا يحتمل إسقاطها لا على حدود المنطقة ولا مواردها ولا طبيعة ساكنتها ولا تتجلى إلا في المخيال والتاريخ عشقا لهوية الريف واعتزازا بجهاد مولاي محند. ولا ننصب للملكية أي فخ حين نطلب منها الجلوس للحوار وأن المطالب اجتماعية.. وأنا التي وثق في ناصر وزملاؤه الثقة العمياء أقول شهادة حق أنهم وعدوا بإنهاء الحراك فور الاستجابة وأن ناصر قرر بعدها الاختفاء ليعيش حياته الخاصة (..) وأن مسيرة الصيف ستكون عرسا بالاستجابة. لكن من يقرر.. هل الداخلية؟ جندت منار السليمي ومامون الدريبي وبقية المشاورية والمزارك وعبيدات العافية وإعلامها المخزني الذي يزكم الأنوف لتشويه صورة ناصر: داعشي شيعي منحل... ناصر أرهقكم بصدق نية واحتجاجات الريف أرهقتكم بالسلمية ومهما حاولتم تسييس مطالب اجتماعية لن تجدوا شرعية لتبرير عودة النظام لسنوات تلفيق التهم. هل المخابرات اليوم تقرر؟ العام الماضي حرر السفير الأمريكي السابق بوش تقريرا أسودا عنكم بسبب ناشطَيْن وصحفي مُتّهِما النظام بالتعذيب فتحرك المنصوري وبوريطة بأنفسهم لدرء الصدع وتكذيب ما سموه تلفيقا .. ماذا ستفعلون هذا العام لمنع التقارير السوداء الموثقة وكم من الملايير وكعب غزال ستدفعون للإعلام الخارجي ليكذب؟ هل الملك يقرر في هذا الحراك؟ هل وقع ما وقع للحسن الثاني حين أخبروه أن الصحرا لا ساكنة فيها فقال للإعلام الخارجي أن القضية مسألة أسبوع "ونشرب الشاي" ـ رفعت الداخلية لمحمد السادس تقارير مغلوطة تقول أن في الريف شبابا انفصاليا يبغونها عوجا وأن القضية مسألة اعتقالات و"نشرب الشاي" ـ ولا أحب أن يصبح الشاي كيتشحر في الريف لأعوام.
أسقطوا تلك التهم الباطلة عن الشباب، وأنصفوا وصالحوا، وقووا الداخل من قبل أن تتفرق أخبارنا على الجزيرة والميادين.. إلى أين بعنادكم ووسطائكم تريدون جر الوطن؟ ـ مايسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق