الاثنين، 8 يونيو 2020

بادس، المدينة المتوسطية


مقتطفات و اشارات تاريخية حول مدينة/حجرة بادس بشكل مقتضب و من اجل فتح النقاش، تعميم المعرفة خصوصا بين اولاد المنطقة و محاولة لفت انظار اركيولوجيي المغرب وزارة الثقافة بصفة عامة للانتباه الى هذا الموقع الاثري و اعطائه القيمة المستحقة .تعتبر بادس من المدن المهمة في العصر الوسيط، اسوارها لا زالت شاهدة الى يومنا على ذلك المجد الذي عاشته هذه المدينة تجلى دورها منذ تأسيسها، في انفتاحها على البحر المتوسط حيث لعبت حلقة وصل في الربط التجاري بين المغرب و مجموعة من المراسي المتوسطية للأسف قليلة هي المصادر التي تتحدث عن هذا الموقع، فعلى الرغم من انها ترد في مجموعة منها، فالأخبار الواردة لا تسمح لنا بتكوين فكرة تفصيلية عن دورها خصوصا في الأزمنة الاولى من التأسيس. يبقى العمل الاركيولوجي أهم مصدر لاعادة معرفة و كتابة تاريخ بادس في العهد الاستعماري، قام مجموعة من الباحثين ببعض التنقيبات تتبعوا فيها كل ما ورد في مؤلفات سابقة. هذه الابحاث، التي تم نشر القليل منها، وقفت على بعض التفاصيل لبقايا تعود خصوصا الى العهد الاخير من ازدهار المدينة

بادس- الموقع

يبدو ان مصطلح بادس قديم يعود الى العصر الوسيط، فهو، الى جانب كونه اسم مكان، كذلك عبر التاريخ وردت اسماء شخصيات بهذا الاسم، آخرهم عبد الحميد بن بادس الجزائري، توجد كاسم مكان، منطقتين تحمل هذا الاسم، واحد في الجزائر و آخر في شمال المغرب. طبيعي نحن سنتحدث عن بادس الموجودة في اعماق الريف الاوسط بشمال المغرب، بادس مدينة ساحلية، تعانق مياه البحر الابيض المتوسط، مصدر استمرارها في التاريخ، انها مدانة لهذا البحر، بحر الزقاق. ازدهرت بانفتاحها عليه و تدهورت احوالها عندما تم اغلاق ابواب هذا البحر في وجهها. تنتمي تاريخيا الى قبيلة بني يطفت، جغرافيا الى منطقة اسنادة وحاليا تتوزعها دائرتين على مستوى التقسيم الاداري حسب ما أعلم

بادس- الأصل

نعتقد، من خلال مجموعة من الاشارات التاريخية، أن مدينة بادس اسست قبل مجيء الاسلام الى المغرب. حقيقة لا زالت تنتظرنا اكتشافات أركولوية لتوضيح و تصديق كل ما أشير اليه، خصوصا الحقبة القديمة على الرغم من ذلك، تبقى هذه الاحالات مهمة، تجعلنا نفكر أن المدينة توجد او بنيت على انقاض مدينة اخرى يعود اصلها الى العهد الفنيقي او على الاقل العصر الروماني. لم يتم العثور على بقايا هذا الموقع لحد الان لدمجه في الخريطة الاركيولوجية للمنقطة. ورد اسم المدينة في كتاب "رحلة أنطوننو"، كذلك حسن الوزان يشير الى تاسيس مدينة بادس في عهد تواجد القوط بشمال المغرب قبيل دخول الاسلام. هذه المدينة تسمى بارييتنا
يحدد مجموعة من الباحثين موقع المدينة بين منطقتي طوريس و بادس. للاشارة، الى جانب هذه المدينة، توجد مجموعة من المدن او مستوطنات على الساحل المتوسطي ما بين سبتة و مليلية، خصوصا في الريف الأوسط وعلى ساحل منطقة اغمارة، نذكر على سبيل المثال، الى جانب بارييتنا، مدينة اكرات في منطقة مسطاسة و مدينة كوبوكلا الموجودة بمنطقة الجبهة، يعكس وجود هذه المدن/مستوطنات مدى انفتاح و اندماج المنطقة في العالم المتوسطي منذ العصور القدية

مع دخول المغرب العصر الاسلامي في العصر الوسيط، بدأت بادس تطل علينا من خلال احالات في مجموعة من
المصادرالعربية
الكاتب: أحمد الشغواوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق